هل تصبح مصر 2012 أفضل حظا من مصر 2011
ما بين بداية عام 2011 واقتراب نهايته مرت مصر بسلسلة طويلة من الأحداث التى لم يعتد المصريون عليها، ولم يدر بخلد أحدهم مهما بلغت خصوبة خياله أن يتصور أن يحملها عام واحد، لقد كان عام متمرد على جميع قواعد اللعبة، تصدر مشهده السياسي لقطة استثنائية هي تنحي مبارك تحت ضغط شعبى عارم، ومثل هو وأبناءه ووزير داخليته ومساعديه وراء القضبان فى قفص الاتهام فى محاكمة وصفت بأنها ''محاكمة القرن''، وهو ما لم يحدث فى مصر أو أى دولة عربية من قبل فى العصر الحديث.
القاهرة :
ربما تكون حادثة كنيسة القديسين بالاسكندرية، التى استقبلت بها مصر الساعات الأولى من عام 2011 قد ألهبته فبات حافلا بزخم هائل من الأحداث والمتغيرات، وبارتفاع حرارته تمدد ليستوعب متناقضات لم يحدث لها مثيل من قبل، وسمحت تلك الأحداث بعودة أرواح ضحايا الظلم والفساد ورفقائهم لينتقموا.
بدأت منظومة الثورة من جميع الميادين العامة من الاسكندرية إلى أسوان وبمشاركة قوية من الشباب، وكانت ساعة الصفر هو يوم الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير، وتعاظمت المشاركة الشعبية فيها بسبب الممارسات الخاطئة لقوات الأمن واستخدامها أساليب مستفزة فى تفريق المتظاهرين بالاضافة إلى اليأس من إصلاح نظام فاسد أو بعث الروح فى مؤسساته التى انهارت قوائمها بفعل النهب والسرقة والنفاق والاهمال، وأدى بطء الاستجابة السياسية للمطالب إلى إطلاق شرارة الغضب الشعبى فى مصر.
ودفعت الشرطة ثمنا باهظا لممارسات كانت غير آدمية منهم ومن رؤسائهم وتحطمت رموز لطالما قوبلت بالمديح والثناء، حيث كانت تعمل فى مصر قبل ثورة 25 يناير فى إطار استبدادى وساهمت ممارستها القمعية والفاسدة على مدى سنوات كثيرة فى انهيار ثقة الناس فى الحكومة وفى تعبئة طاقة الغضب لدى حشود كثيرة من الجماهير اندفعت بقوة فى مواجهات دامية منذ قيام الثورة وما بعدها.
وحدث الانفلات الامنى بعدما دعى الجيش للنزول إلى الشوارع والميادين لمساعدة قوات الامن وبدلا من تخويف المتظاهرين بالجيش ودفعه إلى ما أسماه الرئيس السابق الحفاظ على الشرعية انحاز الجيش إلى الشعب والثورة وظهر شعار''الجيش والشعب أيد واحدة'' وفشل مشروع التوريث، وأعلن مبارك تخليه عن موقعه الرئاسى، وتم تكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
وقدم المصريون خلال الثورة نموذجا رائعا لفت أنظار العالم، وأعادت الثورة الأمل فى التغيير والقدرة على الاصلاح، وكانت تحركا شعبيا جماعيا تكاملت أسبابه واتحدت أهدافه، فقال الرئيس الامريكى أوباما ''يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر''، وعلق ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قائلا ''علينا أن نفكر جيدا فى تدريس الثورة المصرية فى المدارس''، أما سلفيو بيرلسكونى رئيس وزراء ايطاليا السابق فقال ''لا جديد فى مصر.. فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة''، وعبر ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج عن سعادته بنجاح الثورة قائلا '' اليوم كلنا مصريين''، ووصف هانز فيشر رئيس النمسا الشعب المصرى بأنه أعظم شعوب الارض ويستحق جائزة نوبل للسلام.
أموال الشعب
وفى 10 مايو بحثت لجنة استرداد الاموال المهربة وهى اللجنة القضائية التى شكلها المجلس الاعلى للقوات المسلحة برئاسة المستشار عاصم الجوهرى رئيس جهاز الكسب غير المشروع إجراءات إعادة أرصدة مبارك و18 مسئولا سابقا، والدعوة للكشف عن سرية حساباتهم وباقى المسئولين السابقين الذين صدرت بحقهم قرارت تجميد من الاتحاد الأوروبى وخاطبت اللجنة 13 دولة عربية وأوروبية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجميد هذه الأموال.
واختل اتزان البشر أمام سماعهم لغة الارقام والمليارات ووجدوها فرصة لاتعوض لحل مشكلاتهم فانتشرت الاضرابات الفئوية وباتت الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الرأى والاحتجاج والمطالبة بالحقوق وتمرد الاغلبية على اوضاعهم والمرؤسين على رؤسائهم.
وهدمت الأضرحة وحرقت الكنائس وقطعت السكك الحديدية ودمرت أقسام الشرطة ونهبت مخازن الآثار وغيرها من أعمال تخريبية وتدميرية استهدفت المنشآت والمرافق العامة مما كبد خزينة الدولة خسائر فادحة جراء تجديد وترميم وإعادة تأهيل هذه الممتلكات العامة، وأضر التخريب المتعمد بالاقتصاد القومى وانجازات الثورة، وأثر سلبا على قطاعى السياحة والاستثمار، وشوه صورة مصر فى العالم وعكر أمن المواطنين وروعهم.
وأصبحت كلمة الفساد قاسما مشتركا فى لغة الناس ووسائل الاعلام ، أما حسين سالم ذلك الرجل الغامض واللاعب الاكبر فى فساد مصر فقد وصف بأنه ''الصندوق الاسود'' لنظام مبارك حيث وصلت مخالفاته الى حد الخيانة العظمى ، فقد بدأ حياته فى عام 1955 موظفا براتب 18 جنيها وفى 1967 خدم فى القوات الجوية ثم المخابرات وفى عام 1982 بدأ الاستثمار فى شرم الشيخ واستحوذ على معظم مناطق خليج نعمة وفى 1983 ادانته محكمة امريكية بالاستيلاء على اموال الحكومة المصرية ، وفى 1986 قدم النائب علوى حافظ استجوابا ضده تم اجهاضه ، وفى عام 2005 وقع على عقد تصدير الغاز لاسرائيل وبعد عامين باع حصته فى الشركة قبل ضخ الغاز.
وبعد ثورة 25 يناير هرب حسين سالم الى دبى ومنها الى اسبانيا وبحوزته 500 مليون دولار سائلة، وقرر النائب العام احالته للجنايات بتهمة الاضرار بمصلحة البلاد واهدار المال العام ووضع الانتربول المصرى اسمه فى النشرة الحمراء للمطلوب القبض عليهم وبدأ البحث عنه فى سويسرا واسبانيا ..وعلى خطاه سار كل من رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق ويوسف بطرس غالى وزير المالية ، وقد قارب العام على الانتهاء دون أن يتم القبض عليهم.
وراء الستار
ومن الوهلة الاولى لاندلاع الثورة كان هناك فى الظل من يحرك الاحداث من وراء الستار فكانت موقعة الجمل فى 2 فبراير حيث تم التخطيط لافساد الثورة فحارب الموالون للحزب الوطني المنحل الفيس بوك والتويتر بالجمال والبغال والخيول فى معركة تشبه معارك العصور الوسطى وانقضوا على المتظاهرين في ميدان التحرير لإرغامهم على إخلاء الميدان الذى يعتصمون فيه، ليقع قتلى وجرحى وتفشل المحاولة.
ووقعت أحداث مسرح البالون فى 28 يونيو حيث نظم أهالى الشهداء وقفة إعتراضا على إقامة حفل لتكريم بعض الشهداء بالمسرح قبل محاكمة المتهمين بقتل الثوار.
وفى أغسطس بدأت محاكمة مبارك ونجليه والعادلى واشتبك المحامون المدعون بالحق المدنى بالايدى مع الجماهير فى حلبة اكاديمية الشرطة التى تحولت الى حلبة مصارعه لمؤيدى ومعارضى المخلوع ، وتوالى عقد الجلسات بدون بث تليفزيونى.
ووصف يوم 21 سبتمبر الى يوم الغضب الثانى حيث تحول ميدان التحرير الى ساحة حرب بين الامن المركزى وملايين السلميين الذين يرفعون الاعلام مطالبين بالحقوق العادلة وبدأت مواجهات دامية وضرب بالعصى والهروات واستخدمت قنابل فاسدة مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين مع الاشتباك الدامة والضرب للعزل.
ايقاظ الفتنة
وبدأت خطة جهنمية لاحداث فتنة طائفية فوقعت مذبحة ماسبيرو يوم 9 أكتوبر أو أحداث الأحد الدامى وانطلقت تظاهرة من شبرا باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون ''ماسبيرو'' ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردا على قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم كنيسة قالوا أنها غير مرخصة، وتصريحات لمحافظ أسوان اعتبرت مسيئة بحق الأقباط، وتحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأفضت إلى مقتل نحو 24 شخصا أغلبهم من الأقباط.
وفى نوفمبر وقعت ما أطلق عليه الثورة المصرية الثانية ''أحداث شارع محمد محمود'' هي اشتباكات و مظاهرات وقعت في ميدان التحرير ومحيطه و شارع محمد محمود في قلب القاهرة بدءا من يوم السبت 19 نوفمبر حتى الجمعة 25 نوفمبر وأدت الأحداث إلى مصرع 42 متظاهرا بالإضافة إلى آلاف المصابين، وكان هناك نسبة كبيرة جدا من المصابين في العيون كما نشرت مقاطع فيديو تشير إلى ضرب مقصود من قوات الداخلية على ضرب العيون، واعقبها أحداث واشتباكات مجلس الوزراء التى حدثت فى 16 ديسمبر بين قوات الشرطة العسكرية والمعتصمين أمام مبنى مجلس الوزراء.
واستمر نزيف بورصة الاوراق المالية المصرية من يناير الى ديسمبر خلال تعاملتها وحذر الخبراء من كارثة حيث ان استمرار خروج الاجانب ينذر بإفلاسها خلال المرحلة القادمة خاصة إذا باتت الاحداث بهذا الشكل الذى يؤثر على حركة التداول.
وللمرة العاشرة على التوالى منذ ثورة 25 يناير فجر مجهولون خط الغاز الموصل الى اسرائيل غرب العريش، احتجاجا على صفقة تصدير الغاز لاسرائيل بواحد وربع دولار لكل مليون وحدة حرارية.
ما أبعد اليوم عن البارحة فميدان التحرير الذى انطلقت منه شرارة الثورة وكان على مدى العصور مدرسة للحركات التحررية يحتذى به، أصبح اليوم يحتاج الى تحرير، وبات الجيش - ممثلا في المجلس العسكري - مرفوضا من بعض الطوائف، وانقسمت الساحة الى معارضين له فى ميدان التحرير وآخرين مؤيدين له فى ميدان العباسية طالما وصفوا بأنهم الاغلبية الصامتة أو حزب ''الكنبة''.
ومع استمرار الاحتجاجات فى مصر، أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلى عن امله بأن لا تترك هذه الاحتجاجات اثرا سلبيا على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل، ورغم ان الاحداث بعد ثورة يناير كشفت صعوبة وصول مظاهرات المصريين الرافضة لاسرائيل لمقر السفارة الاسرائيلية بالجيزة، إلا أنه فيما يشبه الحرب الشعبية الصغيرة، أحرق العلم الاسرائيلى الذي يعلو مقر السفارة ورفع بدلا منه العلم المصرى، بعدما ظن الاسرائيليون انهم بمأمن عن غضب المصريين ضد مماراستهم الدموية والعدوانية احتجاجا على شهداء الشرطة الابرار على الحدود فى سيناء.
وكان غضب المصريين أخطر وأقوى من أى أبعاد أمنية فى اختراقه للسفارة الاسرائيلية التى تقع فى قمة العمارة، وسيطر الجيش على الأوضاع أمام السفارة الاسرائيلية وفض اعتصام المتجمهرين بعد أن قاموا باعمال شغب وتكسير للحواجز المعدنية وأكشاك المرور وبادروا بإلقاء الحجارة على قوات الجيش الذى اضطر للتدخل لتأمين الممتلكات والحيلولة دون تحطيم السيارات وأعمال الشغب بعد أن فرقت القوات المسلحة جميع المتواجدين أمام والسفارة الاسرائيلية والسفارة السعودية وكوبرى الجامعة.
وعلى جانب آخر استمر العمل على اعادة بناء الدولة فشهد عام 2011 تشكيل ثلثى أعضاء مجلس الشعب '' برلمان الثورة ''حيث بدأت انتخابات مجلس الشعب المصرى 2011/2012 آواخر نوفمبر وهى أول انتخابات تجرى تحت اشراف قضائى كامل بعد ثورة 25 يناير، واقتصر دور قوات الشرطة والجيش على تأمين مقار اللجان الانتخابية من الخارج فقط، وتمتع فيها المصريون بالخارج وعددهم 7 ملايين نسمة بالحق فى التصويت فى الانتخابات لأول مرة ووضع القانون آلية لكيفية مشاركتهم فيها.
برلمان ما بعد الثورة
وبرلمان الثورة هو البرلمان الذى سيرسم ملامح الدولة المصرية العصرية، ويكتسب أهميته من قيام الاعضاء المنتخبين بالمجلس لتشكيل لجنة من مائة عضو لكتابة دستور جديد من البلاد حيث تملك مصر إرثا دستوريا يساعد على وضع دستور يصنع مستقبل باهر لمصر خلال الفترة المقبلة، ويساهم فى وضع علامة محددة بين السلطات التى ستدير البلاد.
ومر قرار إجراء هذه الانتخابات بعدة مراحل بدأت عقب تولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحكم، حيث طرح تعديلات دستورية صاغتها لجنة مختصة برئاسة طارق البشرى للاستفتاء العام على هذه التعديلات فى 19 مارس الماضى وكانت نتيجة الاستفتاء موافقة 77% من أكثر من 5ر18 مليون ناخب شاركوا فى هذا الاستفتاء، وهدفت التعديلات إلى فتح الطريق لانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية بما يسمح للجيش بتسليم السلطة بعد صياغة دستور جديد للبلاد.
وأصدر المجلس العسكري إعلانا دستوريا ينظم الانتخابات البرلمانية لتكون بنظام القوائم النسبية على ثلثى من المقاعد، وبالنظام الفردى على الثلث المتبقى ثم عدله ليتيح لمرشحى الاحزاب التنافس على المقاعد الفردية بعد ان كانت مقصورة على المستقلين فقط.
ولم تقتصر إنجازات الثورة على الشئون الداخلية فقط بل امتدت للقضية الفلسطينية، إذ رعت القاهرة اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس لتنهي فترة من الانقسام الفلسطيني امتدت من عام 2007.
واتجهت انظار العالم إلى مصر مرة أخرى فى 18 اكتوبر مع بدء تنفيذ المرحلة الاولى لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس برعاية مصرية بعد نجاح المخابرات المصرية فى التوسط لانجاز الصفقة بعد تعثرها على مدار السنوات الخمس الماضية، وتسلمت مصر الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط بعد نقله من مكان احتجازه بقطاع غزة عبر معبر رفح ، كما تسلمت على مرحلتين عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل تسليم شاليط الذى أسرته حماس عام 2006.
واستجابة للطلب الامريكى بالافراج عن ايلان جرابيل المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل والذى ألقى القبض عليه عقب أحداث جمعة الغضب الثانية، فقد قامت السلطات المصرية بتسليمه إلى اسرائيل عبر معبر طابا الحدودى بجنوب سيناء، وسط إجراءات امنية مشددة فى شبه جزيرة سيناء مقابل 25 من السجناء المصريين من بينهم 3 أطفال تم إلقاء القبض عليهم لتسللهم عبر الحاجز الحدودى.
الـ ''فيس بوك'' بين السخرية والثورة
وللتكنولوجيا خلال عام 2011 علاقة وطيدة بما شهدته مصر من احداث ومتغيرات فتحول الفيس بوك إلى ملهم للثورة، وأحد آليات تفجيرها، وساحة للدعاية ووضع البرامج الانتخابية للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية والمرشحين فى انتخابات مجلس الشعب، ووسيلة تعليقات الرموز السياسية والدينية تجاه الاحداث المختلفة وآرائهم، وموقعا لنشر بيانات المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية وغيرها.
كما تحول الفيس بوك إلى ساحة للسخرية والحساب والعتاب، فتحت شعار ''امسك فلول'' أسس بعض الشباب والناشطين العديد من الصفحات على موقعه وشهدت هذه الصفحات مشاركة الاف من الشباب بمئات من التعليقات عن الرجل '' اللى وراء عمر سليمان '' و '' الرجل ابو جلابية''.
أما أسماء محفوظ ووائل غنيم وإسراء عبد الفتاح أشهر شباب الثورة واكثرهم ظهورا على الساحة بمشاركات على تنتهي على الفيس بوك والأكثر ظهورا فى برامج التوك شو التى اصبحت واجبا سياسيا على الفضائيات، فقد زاد الجدل حولهم وتحول الفيس بوك إلى ما يشبه ساحة المعركة بين أنصارهم ومعارضيهم، مئات الصفحات تدعمهم والمئات الاخرى تهاجمهم وتنتقد تصريحاتهم وكتاباتهم على الفيس بوك واليوتيوب وتطالبهم بالابتعاد عن الساحة وعدم التحدث باسم الثورة وبلسان شبابها.
ولم يغب الازهر عن المشهد السياسى لمصر خلال عام 2011 فقد أطلق الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر مبادرة ''بيت العائلة المصرية'' عقب حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بهدف نشر قيم المواطنة، بما لا يتعارض مع مبادىء الأديان وخصوصيتها ومواجهة الفتنة والاحتقان الطائفى بأسس علمية، وشارك فيها الأزهر والكنيسة، وعدد من علماء الدين والاجتماع والحضارة والفكر.
وجدد شيخ الازهر انحيازه لارادة الشعوب وأكد ان الامة مصدر السلطات والعدل اساس الحكم، مدينا بذلك قمع الاحتجاجت السلمية ورفض الحروب الطائفية وبمبادرة منه اجتمعت كوكبة من المثقفين المصريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية مع عدد من كبار العلماء والمفكرين في الأزهر الشريف، وتدارسوا خلال اجتماعات عدة مقتضيات اللحظة التاريخية الفارقة التي تمر بها مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وأهميتها في توجيه مستقبل مصر نحو غاياته النبيلة وحقوق شعبها في الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وصدرت وثيقة الازهر التى تعد منهاج عمله كمنارة يستضاء بها.
المصدر : مصراوي
تعليقات
إرسال تعليق
أرجو عدم كتابة أي تعليق مسيء للأديان أو مخالف للآداب العامة وأعد بنشر ما سوى ذلك مهما كان