خواطر ... قصص قصيرة جدا جدا
في حياتها قطارين ، انتظرت قطار الزواج طوال عمرها خوفاً من فقدانه ، ولكنه حضر متأخراً .
ثم انتظرت قطار العياط المشئوم الذي كان سيحضر به خطيبها يوم عقد القرآن ، ولكنه لم يحضر.
وبالرغم من أنها لم تستقل أي من القطارين إلا أن قطار عمرها وصل إلى محطته الأخيرة دون أن تنتبه.
****
سمع أصوات الفرح والتهليل بفوز منتخب كرة القدم بالبطولة الأخيرة ولكنه جلس في منزله مع المئات من أمثاله يتجرع الأحزان والآلام ، فقد كانو أقسموا أمام البحر الذي يحتوى على رفات أسرهم أن لا يفرحوا حتى يلاقي صاحب العبارة جزاءه.
****
لبس الجلباب والطاقية وأطلق لحيته ، أطال الله له في عمره فشارك الناس في أمواله ووقته .
وعند الموت تذكر أنه لم يخلص نيته لربه ولم يأخذ من الدين إلا شكله.
****
تنازلت عن جزء من عفافها وحياءها حين سمحت له بأن يمسك يدها وظنت أن هذا سيكفيه.
ومن يومها لم تتوقف عن التنازل مع إنها لم تحصل منه على شيء سوى الوعود.
****
ولد ثم مات ، وبينهما ملاء الدنيا ضجيجاً كأن الدنيا لن تستمر يوماً بدونه ، مع أنه أصبح نسياً منسياً بمجرد رحيله.
****
سافر لكي يجمع الأموال من أجل بناء أسرته ، ثم استمر في السفر لكي يحافظ على أسرته ، ثم استمر لكي يؤمن مستقبل أسرته.
وعندما قرر العودة بعد سنين طوال لم يجد أسرة ، فقط وجد مجموعة من الأشخاص لا يربط بينهم إلا المال.
****
قرر أن يصبح ناجحاً فترك عمله ، ثم جلس في منزله ينتظر النجاح.
****
أخيراً قررت الإستسلام للموت ومفارقة الدنيا الكريهه ، فثمانون عاماً من الصراع مع الدنيا والمرض كانت كافية بالنسبة لها ، ولكنها تركت لأهلها ذكريات لا تنسى وحفيد جاء في وقت نزولها للقبر.
عمر الشال
09/02/2010
تعليقات
إرسال تعليق
أرجو عدم كتابة أي تعليق مسيء للأديان أو مخالف للآداب العامة وأعد بنشر ما سوى ذلك مهما كان