استمرار الكوارث المصاحبة للسيول على سيناء
فى تطور لاحق للأحداث الكارثية التي نتجت عن السيل الجارف الذى ضرب شبة جزيرة سيناء بالكامل وأسفر حتى الآن عن مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات وفقد العشرات من المواطنين، وصل السيل إلى مدينة العريش مع حلول المغرب.
وأوضح اللواء محمد الكيكى سكرتير عام محافظة شمال سيناء بأن هناك سيلاً قادمًا من سد الروافعة بوسط سيناء ووصل الى مدينة العريش بسرعة 5 كم فى الساعة، وآخر قادمًا من وادى الأزارق ويصب فى مدينة العريش.
وكانت هناك مخاوف من السيل القادم من سد الروافعة والذي تجمعت أمامه كميات مهولة من المياة المندفعة بشدة والتى تغلبت على ارتفاع السد واجتازته بسرعة شديدة ووصلت إلى جنوب مدينة العريش بقرية تدعى "بئر لحفن"، علما بأن سد الروافعة يبعد حوالى 100 كم جنوب مدينة العريش.
وكانت هناك محاولات لتقليل سرعة مياة السيل عن طريق غلق أبواب الفتحات المتواجدة فى جسد السد لكن سرعة السيل كانت قوية للغاية، وقد وصل السيل إلى منطقة المزرعة وفى طريقة ليدخل مجرى وادى العريش الذى يبلغ عمقه حوالى 100 متر وعرضه حوالى 700 متر، وهوخال من أية منشآت فى مجراه باستثناء السوق الجديد الذى يتكون من باكيات حديدية.
وقد أخلت قوات الشرطة مجرى السيل بالعريش وأغلقت الشوارع وسط أحوال جوية عصيبة من رياح وأمطار غزيرة، وقد شهد وادى الأزارق جنوب مدينة رفح بحوالى 20 كم مصرع رجل وإصابة وفقد العشرات، وعزلت القرية عن القرى المجاورة، وتدمير حوالى 20 منزلا بوادى العمر.
كما هاجم السيل قرية القريعة بمدينة الشيخ زويد ودمر فيها العديد من المنازل، وقد شهدت قرى شمال ووسط سيناء تدميرا للعديد من المنازل مثل قرية صدر الحيطان بوسط سيناء، ومدينة نخل التي دمر فيها 7 منازل، وقرية النتيلة حيث دمر بها 20 منزلا، وقرية المنبطح هاجمها السيل ودمر فيها 10 منازل، وتحمع بئر بدن دمرت فيها العشش البدوية، والكيلو 33 طريق الجورة بالشيخ زويد دمر فيها 20 منزلا، كما دمر السيل المواسير الخاصة بعين الجديرات الطبيعية المطلة على الحدود الإسرائيلية، ودمر عشرات السيارات التى جرفها فى طريقه واقتلع الأشجار.
وقد قام اللواء مراد موافى محافظ شمال سيناء بجولة فقدية قبل عصر يوم وشاهد وصول السيل جنوب مدينة العريش بقرية بئر لحفن، ومن المنتظر أن يقوم المحافظ صباح الثلاثاء بزيارة طارئة لمدينة نخل بوسط سيناء لتوصيل مساعدات غذائية للمنكوبين.
وقد صرح إبراهيم التيهى أحد أبناء قبيلة التياهة بوسط سيناء أن حادث السيول لا يعد كارثة، إنما "يمثل الفرج والفرح لنا ونعتبر وصول السيل لأراضينا كما لو كان النيل وصل لها، وسنقوم بزراعة القمح والشعير والبطيخ والطماطم.. نحن سعداء بهذا السيل".
وعلى صعيد محافظة جنوب سيناء أكد لمصراوى الدكتور محمد فايز مدير مرفق إسعاف جنوب سيناء أن "الوضع خطير فى جنوب سيناء التى تحولت إلى بحيرة من المياه، ودمر السيل الطريق الدولى بالكامل وانتزع السيل الكتلة الأسفلتية لطريق جنوب سيناء الدولى، بالإضافة إلى تهدم الجبال على جانبى الطريق وجرف السيارات والمازل، وقد دمر السيل حوالى 30 منزلا فى مدينة راس سدر خاصة بقرية أبو صويرة وقتلت سيدة وأصيب حوالى 30 مواطنا، وقمنا بتوفير خيم إيواء للمنكوبين، أما مدينة الطور بجنوب سيناء فدمر السيل الكابلات الكهربائية بها وانقطع التيار الكهربائى عنها، كما انعزلت مدينة شرم الشيخ عن العالم بعد فقد الاتصال بها"، كما نفى مدير إدارة الأزمات بجنوب سيناء الأنباء التى ترددت عن إجلاء رعايا أجانب عن طريق البحر بسبب السيل، وأكد مدير مرفق إسعاف جنوب سيناء أن الموقف "سيئ وخطير وقد يحتاج الطريق لدولى عشرة أيام متواصلة من العمل لفتحه وإعادته للحياة مرة أخرى".
تعليقات
إرسال تعليق
أرجو عدم كتابة أي تعليق مسيء للأديان أو مخالف للآداب العامة وأعد بنشر ما سوى ذلك مهما كان